كانت تكلا من مدينة أيقونية _إحدى مدن
إقليم غلاطية بآسيا الصغرى _منأشراف تلك المدينة،بارعة الجمال ،كريمة
الخلق .وكانت مخطوبة لأحد أشراف المدينة عندما وصل إليها بولس الرسول
(أع51:13)في رحلته التبشيرية الأولى (50:45م).بشر فيها اليهود والأمم
بانجيل الرب.فلما سمعته سحرها جمال وعذوبة تعاليم المسيح فآمنت واعتمدت
ونذرت بتوليتها للرب وكان ذلك سببا في هجرها لخطيبها وتبديل حياتها بالجملة
.فلاحظت أمها هذا التغيير وفاتحتها في أمر إتمام زواجها فرأت منها إعراضا
وإحجاما .باحت لأمها بسرها وقالت لهاانها أصبحت مسيحية،وأنها نذرت بتوليتها
للرب.
ثارت عليها أمها،حاولت إقناعها والتوسل إليها ولكنها اصطدمت بثبات عجيب
وإرادة صلبة.طار رشد الأم ورأت أن اغضاء ابنتها عن عريسها مساسا
بكرامتها.فآثرت موتها على أن تتعرض لاحتقار الناس ولجأت لحاكم المدينة كي
تستعين به.
استحضر الحاكم تكلا وأخذ يقنعها بترك تلك الخرافات المسيحية والعودة إلى
الآلهة والى عريسها ولكن دون جدوى.فأمر بإلقائها حية في نار حامية .فتهللت
لقرب اتحادها بعريس نفسها،ولم تنتظر حتى يقيدوها ويطرحوها بل ركضت هي إليها
وألقت بنفسها فيها،وهى تصلى إلى الله أن يقويها ويتقبل روحها.
لكن الرب يسوع كان يريد أن يظهر فيها مجده وقدرته وعمل نعمته حتى ما تصبح
مثالا رائعا للأجيال المقبلة من العذارى البتولات ومن الشهيدات البطلات.فما
أن دخلت النيران حتى أرسل الرب مطرا غزيرا كاد أن يتحول إلى طوفان،فولى
الناس هاربين وانطفأت النيران وخرجت البتول سالمة ولم يحترق خيط من ثيابها.
وبالهام الهي تركت مدينتها هاربة وذهبت تسعى وراء بولس الرسول لتلحق به
وتلازمه وتنال بركة مشاركته أتعابه في الكرازة صحبها بولس الرسول إلى مدينة
إنطاكية،وهناك تركها لتخدم بين النساء الوثنيات.
وفى إنطاكية فتن بجمالها أحد وجهائها الطائشين واذ رآها معرضة عنه، انقض
عليها ذات مرة وأراد اختطافها واذلالها .ولكنها أفلتت من بين يديه وكان ذلك
سببا في أن يشي بها إلى الوالي الذى حكم بطرحها للوحوش .فألقيت عارية
للوحوش 3 مرات على 3 أيام متوالية.لكن الوحوش لم تقربها على مختلف أنواعها
.فحار الوالي في أمرها،وأراد أن يتخلص منها ،فألقاها في جب ملئ بالأفاعي
السامة فلم تؤذها.
استدعاها الوالي وسألها:"من أنت ومن هو شيطانك حتى لا يقدرأحد عليك؟"
فأجابته في وداعة :"أنا تكلاعبدة اله الكون ابن اللهالحي،وهو وحده الطريق
والحق والحياة وخلاص النفوس وهو الذى أنقذنى من الوحوش ومن الموت وهو الذى
يحفظني بنعمتهلكي لا أعثر"وهنا أمر الوالي بإطلاق سراحها .
اتصلت بالقديس بولس فشجعها وعزاها بإيمانه،ثم ذهبت إلى أيقونية مبشرة
بالإيمان الحي.ولكن أمها ظلت مصرة على عنادها مدفوعة بكبريائها فتركت تكلا
أيقونية وعادت إلى سوريا لمتابعة رسالتها وهناك آمن على يديها شعب غفير .
وفى أواخر حياتها عكفت على حياة الخلوة والتأمل والنسك ووهبها الرب موهبة
الشفاء حتى إن كثيرين كانوا يتقاطرون إليها طالبين البرء من أمراضهم.وكم من
مرة حاول بعض الأشرار الاساءة إلى طهارتها وكان الرب ينقذها من أيديهم
بمعجزة .وأخيرا رقدت في الرب وهى في سن 90 .
بركتها المقدسة تكون معنا آمين