أجمل ما في الحياة صداقة العمر كلّه، عندما تجد صديقاً يحبّك لشخصك لا لمركزك، و يقف إلى جوارك في هزيمتك كما يقف معك في انتصارك فالمحنةُ لا تنفره منك، و النعمةُ لا تقرّبه إليك، فيقفُ خلفك إذا ضُرِبْتَ من الخلف، و يقفُ أمامك إذا هوجمتَ من الأمام،
و لا يطلبُ ثمناً للصداقة، لا يبيعكَ ليشتري رضاءَ سلطةٍ، و لا يتخلى عنك في العاصفة و يعانقك في النسيم العليل.
الصداقة الرائعة هي التي لا تتأثر بمركزك إذا علوًتَ أو هبطت، و لا يهمُّها إذا افتقرْتَ أو أغتنـيت؛
فالصديق الحقيقي هو الإنسان الذي يصمدُ بجوارك حتى و لو تخلى كلّ الناس عنك.
لا أريد من صديقي أن ينصرني ظالماً أو مظلوماً، أريده معي في حقي و لا أريده معي في باطلي،.
أريد أن أسمع نقده أكثر مّما أسمع مديحه
لا أحبُّ أصدقاء المواكب الذين يتكاثرون في الزّفّة، و يتفرّقون ساعة المنون،
فالصّديق المخلص هو الذي يتحوّل إلى مظلّةٍ واقية إذا أمطرت الحياة، و يكون عصاً تتوكّأ عليها إذا تعثّرت قدمك في الطريق.
لا يوجدُ في الدّنيا انسان ليس في حاجةٍ إلى أصدقاء، كلّ واحد منا ضعيفٌ بمفرده و قويٌّ بمن يحبونه.
فالإنسان يكبر بالنّاس و يتضاءل و يضعف بابتعادهم عنه.
أعزائي: فتّشوا عن الصّديق .... بكل ما للكلمة من معنى. فإذا وجدتَهُموه تشبّثوا به و لا تفرّطوا بصداقته
لأن الصدّيق الوفي أقربُ إليك من نفسك إذ هو المرآة التي ترى فيها عيوبك و هو المرشد لك في ساعة الضعف. صديقك من صدقَك لا من كذبك وكذب عليك