كبير الأطباء الشرعيين: الصورة التقريبية لمنفذ هجوم الإسكندرية قد تكون غير صحيحة
الاحد 9 يناير 2011 2:19 م بتوقيت القاهرة
أحمد البهنساوى
أثارت الصورة التى نشرتها وزارة الداخلية حول هوية المتهم بارتكاب حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية العديد من ردود الفعل المتباينة بين كل من خبراء الطب الشرعى والأدلة الجنائية الذين تحدثوا لـ«الشروق».
وقال الدكتور السباعى أحمد السباعى، كبير الأطباء الشرعيين، إن الصورة التى وزعتها وزارة الداخلية حول الشكل التقريبى للمتهم بتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، قامت بعملها إدارة الأدلة الجنائية بالوزارة وليس لمصلحة الطب الشرعى علاقة بها من قريب أو من بعيد.
وأضاف السباعى أن عملية تحديد صورة تقريبية لوجه متهم أو مجنى عليه تتم وفق أصول علم حديث يستخدمه الغرب ويطلق عليه ما يسمى بـ«علم تشكيل الوجه» كاشفا النقاب عن أن هذا العلم لم يستخدم فى مصر من قبل.
وأوضح أن هذا العلم يقوم على ضرورة أن تكون جمجمة الشخص موجودة بالكامل حتى يتم تقدير مقاييس كل من الجبهة والذقن والأذنين بما يتلاءم مع حجم جمجمة المتهم أو المجنى عليه فى حالة الانفجار أو ما شابه، وأضاف أنه يمكن بعد ذلك تقدير حجم الشفاه وطول وكثافة شعر الحواجب، وبداية منبت الشعر، ثم بعد ذلك يتم عمل نموذج تقريبى للشخص المطلوب معرفته بالصلصال.
وشدد السباعى على أنه بدون وجود الجمجمة بالكامل يصبح الشكل الذى يتم التوصل إليه غير صحيح لأنه بنى على طريقة غير علمية وفقا لما توصلت إليه التطورات العلمية فى الغرب، كما نفى علمه بالطريقة التى توصلت إليها إدارة الأدلة الجنائية لعمل صورة تقريبية للمتهم بتفجيرات كنيسة القديسين وقال: «لم أر هذا الكلام قبل ذلك».
بينما أشار مصدر بالأدلة الجنائية إلى أنه تم العثور على نصف جمجمة وبالتالى تم رسم الجزء المبتور ليكون مطابقا للجزء الذى تم العثور عليه عن طريق الكمبيوتر، مشيرا إلى أن الطريق الوحيد للتعرف على المتهم هو عن طريق الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية حيث سيتم مطابقة صورته على صور الأفراد الذين سافروا من وإلى مصر خلال الأشهر الـ6 الماضية.
وأوضح المصدر أن نصف الجمجمة يخص إحدى الجثث مجهولة الهوية التى عثر على أشلائها بموقع الحادث، وأضاف المصدر أن وزارة الداخلية استعانت بخبراء تجميل وأطباء لتحديد ملامح هذه الجثة والوصول إلى ملامحها بشكل نهائى.
وتم إرسال تلك الصورة إلى المطارات والموانئ للتأكد مما إذا كان صاحب الصورة قد دخل البلاد قبل أيام من الحادث أم لا.
وأشار إلى أن أجهزة الكمبيوتر الموجودة بالمطارات والموانئ المصرية بها إمكانية التعرف على 12 منطقة فى الصورة التى تم التوصل إليها منها عظام الوجه الرئيسية، لافتا إلى أن المطلب الملح الآن هو تدشين سجلات تحتوى على البصمات الوراثية لكل الأفراد الداخلين والخارجين للجمهورية فى جوازات السفر الخاصة بهم ليتم مطابقتها فى حالة حوادث الانفجارات.
وكشف أن جزء الجمجمة الذى تم العثور عليه لم يجدوا به أى أسنان لكى يتعرفوا على بصمة الأسنان أو بصمة الأذن وبالتالى كان يغنى عن كل ذلك بصمة الحمض النووى DNA.
وردا على ما أثاره د. السباعى من أن الطريقة التى تم بها تشكيل صورة المتهم غير علمية قال المصدر الأمنى إنه تم عمل جمجمة تقريبية عن طريق ملامح نصف الوجه الذى تم العثور عليه، حيث تم عمل عين مشابهة للعين الموجودة، وكذلك الحاجب والأذن، عن طريق الكمبيوتر ولفت إلى أن هذا الشكل فى أغلب الأحيان يكون مقاربا للصورة الحقيقية 98%.
من ناحيته كشف اللواء رفعت عبدالحميد، خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة بالإسكندرية، أن وزارة الداخلية تبادلت المعلومات مع عدد من الدول العربية فيما يخص تحديد هوية المتهم بتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، وذلك طبقا لاتفاقية التعاون المشترك بين وزراء الداخلية العرب خلال مؤتمرهم الأخير بتونس لمنهاضة الإرهاب وتبادل المعلومات.
وأضاف أن التحليل المبدئى لمسرح الجريمة يؤكد أن المتهمين لن يقلوا بأى حال عن اثنين بالإضافة إلى ثالث يراقبهما عن بعد، وذلك لأنه فى العمليات الإرهابية إذا استخدم فرد واحد وفشلت العملية من السهل القبض عليه فيوجد فى هذه الحادثة انتحارى بصفة أصلية وآخر بصفة احتياطية والاثنان يعملان فى نفس الوقت.
وأكد أنه تم تركيب الجمجمة وفقا لنظرية «التباديل والتوافيق» وطبقا للعلوم الجنائية والتى تصل إلى 14 علما.
وأشار إلى أنه يوجد فى هذه الصورة بعض الملامح والبصمات المؤكدة التى لا تخطئها عين خبير العلوم الجنائية ويمكن من خلالها التوصل إلى شخصية الجانى وهى بصمة الأذنين لأنها الجزء الوحيد فى جسم الإنسان الذى لا تتغير معالمه أو شكله منذ ميلاده حتى مماته، وبصمة قزحية العين.
حيث تتميز بصمة قزحية العين بأن بها 365 خاصية قياسية بخلاف بصمة العرق، وأشار إلى أنه يتضح من الصورة خصوصا فى منطقة الفكين العلوى والسفلى بروز واضح للفك العلوى عن الفك السفلى وبداخلها بصمة الأسنان، فضلا عن بصمة الشفاه.
ولفت اللواء رفعت إلى أن فريق عمل تشكيل وجه المتهم يجمع بين خبراء الأدلة الجنائية والمعمل الجنائى والعلوم الجنائية ومن مسرح الجريمة وخبراء فى المعلومات والتحريات وجرائم النفس والمال ويضم معه أيضا طبيب جراحة تجميل ومهندس كيميائى وكهربائى.
وكشف عن أن العبوة الانتحارية قد انفجرت فى واحد من مليون من الثانية ولها مدار إصابى دائرى مساحته ما بين 1 و400 متر فى الثانية ويقال عنه إنه من المتفجرات البطيئة أما المتفجرات السريعة الأخرى فتحدث إصابات وضحايا فى مجال دائرى إصابى يصل من 3500 متر حتى 8 آلاف متر وتلك العبوة لم تستخدم.
وقال إنه لابد أن ينتقل فريق العمل فورا إلى الشاهد الأبكم ويقصد به مسرح الجريمة أو المكان الذى ارتكبت فيه الجريمة حيث يتم عمل تصور مبدئى للحادث استرشادا بالأدلة المادية الجنائية والأدلة المعنوية ويقصد بها شهادة الشهود وكل من تصادف وجوده بمسرح الحادث، بالإضافة إلى التقارير الفنية الجنائية لأهل الخبرة وحتى يصل خبراء الأدلة الجنائية بالأمن العام المصرى إلى شكل تقريبى لأحد الجناة.
وواصل: من المعروف أن الشاهد الأبكم يترك آثارا مادية فى الجناة ويأخذ منهم آثارا مادية ويختم مسرح الجريمة بالخاتم الإجرامى ويحدد ذلك الشاهد الأبكم بنيان الجناة واتجاههم دخولا وخروجا من مسرح الجريمة ومدى قربه وبعده من الضحايا والمصابين، ومن الهدف وهو الكنيسة، والسيارات التى أتلفت فى مكان الحادث ويحدد اتجاههم هل جاءوا من اتجاه واحد أم أن كلا منهم سلك اتجاها منفردا وهذا هو الأرجح، كما يحدد الشاهد الأبكم ارتفاع أداة الجريمة وهى المتفجرات وهل كان ممسكا بحقيبة بيده أم كان يرتدى حزاما ملغما أو منتعلا كوتشى مفخخا أو جهازا تعويضيا، كما يحدد عدد الجناة وحالتهم النفسية هل كانت هادئة أم بعجالة، كما يحدد الباعث والدافع عن الجريمة وأسلوب التنفيذ وهل سبق للجناة أن تواجدوا لحظة التفجير أم قبله بوقت معين أم حضروا سلفا للمعاينة.